صنعاء (رويترز) - قال مسؤولون يوم الاربعاء ان تجدد القتال في العاصمة اليمنية بين جماعة قبلية قوية وقوات الرئيس علي عبد الله صالح هذا الأسبوع أسفر عن مقتل 19 شخصا على الأقل فيما ترددت أصداء انفجارات في صنعاء.
وتضغط قوى عالمية على صالح لتوقيع اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي للتنحي بعد 33 عاما في الحكم وإنهاء الفوضى التي تعم البلاد.
وقالت الكويت عضو مجلس التعان الخليجي الذي حاول دون فائدة الوساطة في اتفاق لانتقال السلطة انها أجلت دبلوماسييها من اليمن. كما علقت قطر معظم عملياتها هناك.
وقال شهود انهم سمعوا دوي عدة انفجارات لكنهم غير متأكدين من سببها أو الخسائر التي ألحقتها قرب حي الحصبة مركز القتال الذي دار في الاسبوع الماضي والذي أسفر عن سقوط 115 قتيلا على الاقل.
وقال أحد سكان حي الحصبة "هناك انفجارات قوية للغاية. أصوات مثل صواريخ أو قذائف مورتر."
وكانت هناك ثلاث نقاط رئيسية للاشتباكات هذا الأسبوع حيث اندلعت معارك في شوارع العاصمة وأطلقت القوات الحكومية النار على محتجين في تعز واندلعت معركة مع القاعدة واسلاميين متشددين في مدينة زنجبار الساحلية.
وتحدث سكان عن قتال دار أثناء الليل قرب مطار صنعاء الذي أغلق لفترة قصيرة الاسبوع الماضي خلال مناوشات بين قوات صالح ومعارضين من قبائل حاشد القوية بزعامة الشيخ صادق الاحمر.
وقال موقع تابع لوزارة الدفاع اليمينة على الانترنت ان 14 جنديا لقوا حتفهم في قتال ليل الثلاثاء مع رجال القبائل.
وقال التلفزيون الرسمي اليمني ان قوات الجيش استعادت مبنى وزاريا كان رجال قبائل قد سيطروا عليه وعثرت بداخله على عدة جثث.
وقال مسؤولون طبيون لرويترز ان خمسة أشخاص آخرين على الاقل قتلوا في المعارك التي دارت مؤخرا والتي ربما دخلت مرحلة جديدة مع انضمام بعض الجنود في عربات مدرعة للمعارضة مما يشير الى مزيد من الانشقاقات عن صالح داخل الجيش.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان صالح تلقى "عرضا جيدا للغاية" من دول الخليج لإنهاء الأزمة وأشارت الى أنها لا ترى أملا في التوصل الى حل دون رحيله.
وأضافت في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البرازيلي انتونيو باتريوتا "لا يمكن أن نتوقع انتهاء هذا الصراع الا اذا تنحى صالح وحكومته جانبا للسماح للمعارضة والمجتمع المدني ببدء انتقال الى الاصلاح السياسي والاقتصادي."
وانشق بعض القادة العسكريين عن الرئيس اليمني في مارس اذار بعد أن أطلقت قواته النار على المحتجين الذين يطالبون بانهاء حكمه. واليمن على وشك الانهيار المالي ويواجه نحو ثلث سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة الجوع المزمن.
وقالت مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية في تقرير ان النتيجة الاكثر ترجيحا هي ترك صالح للسلطة من خلال اتفاق سياسي يوافق عليه من موقف ضعف أو إطاحة وحدات عسكرية منشقة وزعماء قبائل به من السلطة.
وقالت المجموعة في تقريرها "من غير المرجح أن يبقى صالح رئيسا لليمن طوال 2011 لكن احتمال حدوث انتقال منظم (للسلطة) يتضاءل وأصبحت محاولة الاطاحة بصالح من السلطة بالقوة أكثر ترجيحا."
لكنها حذرت قائلة "ترك صالح للسلطة مبكرا لا يسفر عن قيام دولة يمنية يمكنها بسط سيطرتها على البلاد على المدى القصير."
وقال مصدر دبلوماسي لرويترز ان المقربين من أقارب الرئيس الذين يسيطرون على معظم مصادر الدخل المربحة وأصول الدولة يضغطون عليه لعدم التنحي عن السلطة.
وقال مسؤل بوزارة الخارجية العمانية لرويترز ان السلطات العمانية تحاول تشديد الرقابة على الحدود مع اليمن لمنع أي تدفق للاجئين.
وأثار صالح غضب دول الخليج عندما وافق ثلاث مرات على التنحي قبل أن يقرر في اللحظة الاخيرة في كل مرة عدم توقيع اتفاق تسليم السلطة.
كما انتقده الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بعد أن أطلقت قواته النار على المحتجين في مدينة تعز على بعد نحو 200 كيلومتر الى الجنوب من العاصمة. وقالت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ان مكتبها يحقق في تقارير عن سقوط 50 قتيلا على الاقل هناك منذ يوم الاحد.
ويساور المحللين قلق من أن تدفع الاضطرابات في اليمن تنظيم القاعدة في البلاد الى شن هجمات أكثر جرأة.
ويخوض سكان محليون وقوات يمنية معركة لاستعادة السيطرة على مدينة زنجبار الساحلية التي سيطر عليها عدة مئات من مقاتلي القاعدة ومتشددين اسلاميين في مطلع الاسبوع.
وقال مسؤول أمن محلي ان ستة جنود وأربعة مسلحين قتلوا في اشتباكات في منطقتين قرب زنجبار.
وقال سكان ان قذائف مدفعية وصواريخ ضربت أجزاء من المدينة في الوقت الذي تحاول فيه القوات طرد المسلحين.
من محمد صدام ومحمد الغباري