قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن القادة العسكريين الجدد فى مصر يبعثون "الإشارات الصحيحة" بشأن التحرك نحو الديمقراطية، فيما قالت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون إن التغيير يخدم مصلحة منطقة الشرق الأوسط ودولها وشعوبها.
وقال أوباما إن ما حدث في مصر تم بشكل سلمي ومستويات عنف أقل ودون بروز مشاعر معادية لأمريكا أو إسرائيل أو الغرب، وهو ما وصفه بأنه شئ جيد.
وشدد في مؤتمر صحفي الثلاثاء على ضرورة التأكد من أن لا تقود التغيرات في المنطقة إلى الفوضى والعنف، وأن تقود هذه الاحتجاجات الشعبية إلى الديمقراطية كما حدث في شرق أوروبا وكذلك في اندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة.
وعن تأثير ما حدث في مصر على عملية السلام في الشرق الأوسط، قال أوباما إن "ما حدث يقدم فرصة أمام سلام الشرق الأوسط وتحديا في الوقت ذاته".
وأعرب عن ارتياحه لمسار الأحداث في مصر منذ سيطرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على البلاد، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تستطيع إملاء إرادتها على دول المنطقة التي طالبها في الوقت ذاته باحترام حقوق مواطنيها والوفاء بطموحاتهم.
وقال أوباما إن "هناك الكثير من العمل في مصر ينبغي عمله، لكن ما نراه حاليا يعد أمرا إيجابيا، فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد التزامه بالمعاهدات الدولية لا سيما تلك الموقعة مع إسرائيل، كما التقى بالمعارضة ويتجه نحو إجراء انتخابات حرة".
وأضاف أن "مصر ستحتاج إلى المساعدة لبناء مؤسسات ديمقراطية كما أن اقتصادها الوطني سيكون بحاجة إلى المساعدة أيضا".
وحول تطور موقف إدارته من الأحداث في مصر مع تلاحقها، قال أوباما إنه "كان من المهم في تلك الفترة أن يظل ما يحدث في مصر حدثا مصريا، وأن لا تكون أمريكا هي القضية".
وأضاف أن إدارته قامت بإرسال رسالة واضحة منذ بداية الأحداث هي "الإيمان بنقل السلطة وضرورة حدوثه بشكل سريع"، ودعم تطلعات المتظاهرين في الحرية والديمقراطية وحرية الصحافة، مشيرا إلى أنه "قد بدأ في الحديث عن الإصلاح قبل تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة بأكثر من أسبوعين".
وقال الرئيس الأمريكى إن أحداث مصر قدمت درسا مهما للعالم هو أن "التغيير الحقيقي في المجتمعات لن يحدث عبر الإرهاب أو قتل الأبرياء بل إن الشعب هو من يحشد قوته ويتجمع معا ويحقق تغييرا دائما".
وأضاف: "عندما يكون هناك شباب كهؤلاء في ميدان التحرير يشعرون بأن لديهم أملا وفرصة ولا يتحولون ضد إسرائيل أو الغرب، ويرون فرصة لبناء دولتهم فإن ذلك أمر إيجابي".
ونوه بأن "التحدي الذي أفرزته هذه التطورات يتمثل في أن الديمقراطية كانت غير موجودة، ومن ثم فإن الحوار مع دولة ديمقراطية يكون مختلفا نظرا لضرورة أن يتم الحوار في وجود نطاق واسع من الرؤي ووجهات النظر".
وأضاف أن الحكومات فى الشرق الأوسط بدأت فى فهم حقيقة الحاجة إلى التغيير، معربا عن أمله فى أن تعمل بطريقة تستجيب لهذا العطش للتغيير ولكن بطريقة لا تعتمد على العنف.
العودة إلي أعلي
اوباما: ايران تضرب المتظاهرين المسالمين
وحول التظاهرات التي تشهدها إيران، قال أوباما إن "النظام الإيراني يتظاهر بالاحتفال بما حدث في مصر لكنه يناقض ما حدث هناك ويقوم بضرب المتظاهرين المسالمين".
وجدد أوباما انتقاده لأسلوب تعامل السلطات الإيرانية مع التظاهرات التي شهدتها البلاد، مؤكدا أن "الفرق بين مصر وإيران هو رد فعل الحكومة في طهران التي قامت باعتقال المتظاهرين وضربهم".
وتابع قائلا "إننا نأمل في أن نواصل رؤية شعب إيران وهو يمتلك الشجاعة للتعبير عن رغبته في حرية أكبر وحكومة أكثر تمثيلا"، لكنه شدد في نفس الوقت على أن "أمريكا لا تستطيع فرض ما يحدث في إيران أو في مصر لأن الدولتين مستقلتان وتحددان ما ينبغي عليهما فعله".
وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن رسالة إدارته إلى دول المنطقة هي أن "العالم يتغير، وهناك جيل شاب يسعى للحصول على فرصة أكبر"، مشيرا إلى ضرورة أن لا تتخلف الحكومات عن مواكبة التغيرات التي تحدث في مجتمعاتها.
وحث أوباما هذه الدول على إتاحة المزيد من الوسائل للشباب لتحقيق طموحاتهم، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يجعل الدولة أكثر استقرارا.
وشدد أوباما على أن أي حكومة "لا تستطيع الحفاظ على السلطة عبر الإكراه"، مشيرا إلى أن دول الشرق الأوسط بدأت تدرك هذه الحقيقة بعد ما حدث في تونس ومصر.
وعبر أوباما عن أمله في أن تتعامل دول الشرق الأوسط مع التغيرات التي تشهدها المنطقة "بشكل يفي بالتطلعات ولا يقود إلى العنف".
وحول اتساع نطاق الاحتجاجات في الشرق الأوسط، قال أوباما إن "كل دولة مختلفة ولها عاداتها"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "لا تستطيع تحديد كيف يدار كل مجتمع لكن هناك حقوقا عالمية للمواطنين ينبغي الالتزام بها".
وشدد أوباما على أن "العنف ليس وسيلة للحفاظ على السلطة، كما أن الحكومات في المنطقة ينبغي أن تتجاوب مدنيا وسلميا مع التظاهرات وتسمح بحقوق التجمع والتعبير عن الرأي بوسائل تلبي احتياجات مواطنيها".
العودة إلي أعلي
كلينتون تأمل في إنهاء قانون الطوارئ
من جانبها أعربت هيلاري كلينتون عن أملها فى إنهاء قانون الطوارىء فى مصر والتحرك باتجاه الاصلاحات الدستورية إلى إنشاء الأحزاب السياسية، قائلة "إن كل هذه الأمور تشكل انتقالا حقيقيا للديمقراطية، وسيتم تنفيذها وبالتالى فنحن سنستمر بالوقوف إلى جانب ذلك.
كما أعربت عن إعتقادها بأهمية أن تجتمع المعارضة والمجتمع المدنى على مجموعة من المطالب تتعلق بما ينبغى عمله ضمن الجدول الزمنى، مشيرة إلى أن الجيش قد أثبت رغبته في التحرك في الاتجاه الصحيح.
وفيما يتعلق بمقولة "إن الولايات المتحدة تخلت عن حلفائها فى المنطقة، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية "لم نتخل عن أصدقائنا وجزء من كونك صديقا وشريكا جيدا يتمثل فى أن تقول ما تراه يحدث".
وأضافت كلينتون "لدينا رسالة منسجمة مع أصدقائنا، وهى ينبغى أن يحدث التغيير بطريقة منظمة وسلمية ويجب أن تكون له نتائج، وخاصة تلك الخاصة بالشباب، مشددة على ضرورة الابتعاد عن العنف باعتبار أن التحرك السلمى فاعل ومثمر فى تحقيق النتائج".